الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقال تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.. }(الإسراء:33) وقال سبحانه:{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما}(النساء:93) وقال صلى الله عليه وسلم:(سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ )(صحيح البخاري ، كتاب الفتن ، باب قول النبي لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم ) وقال:(لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) وقال:( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ...)(صحيح مسلم ، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه) وقال صلى الله عليه وسلم: ( لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا )( صحيح البخاري ، كتاب الديات ) وقال راوي هذا الحديث وهو عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:( إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله)، ومن خلال هذه النصوص الواضحة في دلالتها تتبين حرمة دم المسلم، وحرمة إيذائه، وأن قتل المسلم من أكبر الكبائر، وتوعد الله تعالى من يرتكب هذه الكبيرة بالخلود في جهنم، والطرد من رحمته سبحانه، والعذاب العظيم، بل إن الإسلام حرم أن يشر المسلم إلى أخيه بالسلاح، ولو إشارة، وإن كان مازحا، لبيان حرمة دمه، فقال صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ)(صحيح مسلم ، كتاب البر والصلة والآداب ، باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم) فإذا استحق اللعن من يشير إشارة، فكيف بمن يضرب بها؟ فعلى المسلم أن يحفظ لسانه ويده، فلا يؤذي أحداً فقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم من علامة إسلام العبد أن يبتعد عن إيذاء الآخرين، فقال صلى الله عليه وسلم: ( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ )(صحيح البخاري ، كتاب الرقاق ، باب الانتهاء عن المعاصي).
وجريمة القتل من أبشع الجرائم التي تقع على الأرض، وأشنعها، لذا جاء هذا الوعيد الشديد لمن ارتكب مثل هذه الكبيرة، وحرمة المسلم عند الله تعالى أعظم من حرمة الكعبة، أسأل الله تعالى أن يطهر ألسنتنا وأيدينا من كل سوء، إنه سميع مجيب.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل