رقم الفتوى / 9  
نوع الفتوى / قضايا معاصرة
  حكم إصدار قانون لمنع رفع الأذان بالمساجد
السؤال /
ما حكم المسلم الذي يطلب إصدار قانون لمنع رفع الأذان بالمساجد؟  
الجواب /

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإنَّ الأذان هو الإعلام بوقت الصلاة المفروضة، بألفاظٍ معلومةٍ مأثورةٍ، على صفة مخصوصةٍ، والراجح عند الفقهاء أنَّه فرض كفاية، وقد اتفق الفقهاء على أنَّ الأذان يعتبر من صفات الإسلام ومن شعائره الظاهرة، ولو اتفق أهل بلد على تركه قوتلوا، فهو من خير الأعمال التي تقرب إلى الله تعالى، وفيه فضل عظيم وأجر كبير، لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا، لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ» [صحيح البخاري، كتاب الجماعة والإمامة، باب فضل التهجير إلى الظهر]، قال القرطبي: "الأذان على قلة ألفاظه مشتمل على مسائل العقيدة؛ لأنه بدأ بالأكبرية، وهي تتضمن وجود الله وكماله، ثم ثنى بالتوحيد، ونفي الشريك، ثم بإثبات الرسالة لمحمدٍ، صلى الله عليه وسلم، ثم دعا إلى الطاعة المخصوصة، عقب الشهادة بالرسالة؛ لأنَّها لا تعرف إلا من جهة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ثم دعا إلى الفلاح، وهو البقاء الدائم، وفيه الإشارة إلى المعاد، ثم أعاد ما أعاد توكيداً" [مواهب الجليل: 1/439]، وفي فضل المؤذن، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه].

وعليه؛ فلا يجوز منع رفع الأذان بالمساجد، أو طمسه أو معاداته، أو مساندة السعي لذلك، وعلى المسلمين احترام الأذان، لأنه من شعائر الإسلام التي يقوم عليها، ومن أهم ما يميز ديننا الحنيف، والله تعالى أعلم.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل  

المفتي / الشيخ محمد أحمد حسين 
 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس