الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن الله تعالى أمر عباده بالعفة والطهارة، فأمرهم بغض أبصارهم، وحفظ فروجهم،قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}(المؤمنون : 5-7).
ومن استعمل يده ليخرج المني على سبيل الشهوة، يكون ممن ابتغى وراء ذلك، فيكون من العادين، أي المعتدين على حدود الله تعالى، ولذا أفتى جمهور علماء المسلمين بتحريم هذا العمل، وتقبيحه، فهو إن لم يكن حراماً، كان لا يليق بمروءة الرجال.
وعلى المسلم أن يتقي ربه في سره وعلانيته، وأن لا يجعل الله تعالى أهون الناظرين إليه، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الإثم، قال: ( الْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ )( صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تفسير البر والإثم ) وهذا دليل على تحريم الاستمناء، لأنه لا يتصور إنسان يحب أن يراه الناس، وهو على هذا الفعل. إلا عند الضرورة والحاجة ، كمن كان تحت ضغط غريزته ، ولم تكن له زوجة، وخاف على نفسه الوقوع في الفاحشة، فأباح له العلماء اللجوء إلى الاستمناء، من باب ارتكاب أخف الضررين .
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل