رقم الفتوى / 301  
نوع الفتوى / مشكلات اجتماعية ونفسية
  حكم من زنت وهي متزوجة
السؤال /
أنا امرأة متزوجة وقعت في الزنى مع أخ زوجي، فهل لي من توبة؟  
الجواب /

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فالأصل أن الزنى من أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب، يقول الله تعالى: ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾ [الإسراء: 32]، وما قمت به هو فاحشة وإثم عظيم، لا يمكنك التكفير عنها إلا بالتوبة النصوح الخالصة لوجه الله تعالى، والله تعالى يقول: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾ [الفرقان: 70-71].

ويشترط في التوبة حتى تقبل أمور عدة، تتلخص بالآتي:

1- الرجوع إلى الله تعالى، والإقلاع عن فعل المعاصي والذنوب إقلاعاً كاملاً.

2- الندم على هذه المعصية والكبيرة التي قمت بها، وبغضها.

3- العزم على أن لا تعودي إليها مرة أخرى.

4- رد الحقوق إلى أصحابها، إذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الغير.
وعليه؛ فإن تبت توبةً نصوحاً فإن توبتك تقبل إن شاء الله تعالى، فهو التواب الرحيم وهو القائل في كتابه العظيم:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ [التحريم: 8]، وننصحك بالتقرب إلى الله تعالى بالصلاة، وقراءة القرآن، والإكثار من الدعاء والاستغفار، يقول الله تعالى:﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]، والله تعالى أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
 

المفتي / الشيخ محمد أحمد حسين 
 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس