رقم الفتوى / 378  
نوع الفتوى / اللباس والزينة
   لبس البنطال للمرأة أمام المحارم
السؤال /
ما حكم لبس المرأة البنطال أمام المحارم في البيت ؟  
الجواب /

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

فبين الشرع أن لباس الرجل يجب أن يكون ساترا لعورته، ما بين السرة والركبة، ولباس المرأة يجب أن يكون ساترا لعورتها، وتشمل جسدها كله ما عدا الوجه والكفين، ومنع الشرع تشبه الرجل بالمرأة وتشبه المرأة بالرجل، فعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال:(لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَال)(صحيح البخاري ، كتاب اللباس ، باب المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال).

وهناك جملة من الأحاديث الشريفة تؤكد هذا الحكم، وتعارف الناس قبل النبوة وبعدها أن يلبس الرجل السراويل والأثواب، وبين الشرع لباس المرأة خارج بيتها وأمام الأجانب عنها، فتلبس اللباس الساتر لجسدها، عدا الوجه والكفين، ضمن شروط مفصلة، وأطلق القرآن اسم الجلباب على لباسها الخارجي الساتر للعورة أمام غير المحرمين عليها، وسمح لها بإبداء شيء من الزينة أمام المحارم. وهناك أمور مشتركة بين الناس يصعب وضع حد فاصل بينها لمنع التشبه، كما أن هناك فوارق بسيطة جدا في الأمور المشتركة، تجعل هذا الشيء أو ذاك يختص بفريق دون آخر. ولا بد للباس الرجل أن يتميز عن لباس المرأة، وإلا يصبح الرجل مخنثا، وكذلك أن يتميز لباس المرأة عن لباس الرجل، وإلا أصبحت مترجلة، وهذا منهي عنه.

يقول ابن تيمية "فالفارق بين لباس الرجل ولباس النساء يعود لما يصلح للرجل، وما يصلح للنساء، وهو يناسب ما يؤمر به الرجال وما تؤمر به النساء " الفتاوى 22/148.

وبالنسبة لمسألة البنطال الذي تلبسه المرأة في بيتها وأمام المحارم ، فبعد إمعان النظر في لباس المرأة خارج بيتها وبيان عورتها أمام المحارم، وما يتعلق بالتشبه بين الرجل والمرأة نقول بأنه: "يصح للمرأة أن تلبس البنطال في البيت أمام المحارم بشروط منها":

1-أن يكون البنطال واسعا غير ضيق، لا يصف ولا يشف، ولا يجسد، ولا يبرز المفاتن، ولا يثير الشهوة.

2-إذا لبست المرأة البنطال في بيتها وأمام محارمها بالشروط المذكورة، فالأولى لها أن تلبس ما يستر كلا الفخذين. ويجوز للمرأة أن تلبس البنطال تحت جلبابها والله أعلم.

وبعد أن سرد ابن تيمية القول في زيادة الثوب شبرا أو أكثر، كي لا ينكشف ساق المرأة قال: "ثم إن هذا ليس معينا للستر، فلو لبست المرأة سراويل أو خفا واسعا صلبا وتدلى فوقه الجلباب بحيث لا يظهر حجم القدم؛ لكان هذا محصلا للمقصود. وكذلك المرأة لو لبست جبة، وفروة لحاجتها إلى ذلك لدفع البرد لم تنه عنه" .وبناءً على ما تقدم بيانه؛ فلا مانع أن تلبس المرأة البنطال بالشروط المذكورة في بيتها أمام محارمها.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
 

المفتي / الشيخ عمار توفيق أحمد أيوب 
 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس