التخيير ليس طلاقاً
ثبت في حديث عمر بن الخطاب المذكور آنفاً أن التخيير الذي كان لنساء النبي، صلى الله عليه وسلم، في هذه الحادثة لم يكن طلاقاً ، وتؤكد عَائِشَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، ذلك لقولها: (خَيَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَرْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَلَمْ يَعُدَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا شَيْئًا) (صحيح البخاري، كتاب الطلاق، باب من خير نساءه)
وعَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنِ الخِيَرَةِ، فَقَالَتْ: (خَيَّرَنَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفَكَانَ طَلاَقًا؟ قَالَ مَسْرُوقٌ: لاَ أُبَالِي أَخَيَّرْتُهَا وَاحِدَةً أَوْ مِائَةً، بَعْدَ أَنْ تَخْتَارَنِي) (صحيح البخاري، كتاب الطلاق، باب: من خير نساءه)
قولها: (أَفَكَانَ طَلاَقًا؟) استفهام على سبيل الإنكار، أرادت أنه ليس بطلاق. (تعليق مصطفى البغا) 4963 (5/2015)
فهذه وقفة مع حدث حاسم وقع بين النبي، صلىالله عليه وسلم ، وبين نسائه، نزلت بشأنه وبالتعقيب عليه وعلى أسبابه وتداعياته آيات قرآنية نتعبد إلى الله بتلاوتها، ونستقي منها التوجيه والدروس والعبر، سائلين الله العلي القدير أن ييسر متابعة الوقوف عند مزيد من دروس هذا الحدث الجلل، وصلى الله على نبينا محمد، وسلم، وعلى آل بيته الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.