.:: الرسول الأسوة صلى الله عليه وسلم ::.

يضرب مثلاً للإخلاص بالهجرة - الحلقة الأولى

==========================================================

عن عُمَرَ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قال: (الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا، أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه)(صحيح البخاري، كتاب الإيمان، بَاب ما جاء أن الْأَعْمَالَ بِالنِّيَّةِ وَالْحِسْبَةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَدَخَلَ فيه الْإِيمَانُ وَالْوُضُوءُ وَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالْحَجُّ وَالصَّوْمُ وَالْأَحْكَامُ، وقال الله تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ} على نِيَّتِهِ، نَفَقَةُ الرَّجُلِ على أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةٌ، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ)
جاء هذا الحديث النبوي الشريف في صحيح البخاري تحت بَاب ما جاء أن الْأَعْمَالَ بِالنِّيَّةِ وَالْحِسْبَةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَدَخَلَ فيه الْإِيمَانُ وَالْوُضُوءُ وَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالْحَجُّ وَالصَّوْمُ وَالْأَحْكَامُ، وقال الله تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ} على نِيَّتِهِ، نَفَقَةُ الرَّجُلِ على أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةٌ، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ)(صحيح البخاري)، ومن أحاديث هذا الباب: عن أبي مَسْعُودٍ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا أَنْفَقَ الرَّجُلُ على أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا، فَهُوَ له صَدَقَةٌ) (صحيح البخاري، كتاب الإيمان، بَاب ما جاء أن الْأَعْمَالَ بِالنِّيَّةِ وَالْحِسْبَةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَدَخَلَ فيه الْإِيمَانُ وَالْوُضُوءُ وَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالْحَجُّ وَالصَّوْمُ وَالْأَحْكَامُ، وقال الله تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ} على نِيَّتِهِ، نَفَقَةُ الرَّجُلِ على أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةٌ، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ)
قال القرطبي: أن الأجر في الإنفاق إنما يحصل بقصد القربة، سواء كانت واجبة أو مباحة، وأن من لم يقصد القربة لم يؤجر، لكن تبرأ ذمته من النفقة الواجبة؛ لأنها معقولة المعنى، وأطلق الصدقة على النفقة مجازاً، والمراد بها الأجر.(فتح الباري: 1/136)
وعن سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قال:(إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بها وَجْهَ اللَّهِ إلا أُجِرْتَ عليها، حتى ما تَجْعَلُ في فم امْرَأَتِكَ) (صحيح البخاري، كتاب الإيمان، بَاب ما جاء أن الْأَعْمَالَ بِالنِّيَّةِ وَالْحِسْبَةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَدَخَلَ فيه الْإِيمَانُ وَالْوُضُوءُ وَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالْحَجُّ وَالصَّوْمُ وَالْأَحْكَامُ، وقال الله تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ} على نِيَّتِهِ، نَفَقَةُ الرَّجُلِ على أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةٌ، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ)

تطبيقات لاشتراط النية والاحتساب
الحديثان الشريفان السابقان عن ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهما، يمثلان تطبيقين لمبدأ الأعمال بالنية، فربطت فيهما المثوبة على الإنفاق بالاحتساب، الذي اشترط في نصوص شرعية عدة للمثوبة على أعمال تعبدية وصالحة، فصيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر في لياليه، اشترط لجزاء العابد فيها احتسابه الصيام والقيام لله، فعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: (من يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ) (صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب قيام ليلة القدر من الإيمان)
وفي صحيح البخاري، عن أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قال: (من قام رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ) (صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان)
وفيه بَاب صَوْمُ رَمَضَانَ احْتِسَابًا من الْإِيمَانِ (صحيح البخاري) وعن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسول اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: (من صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ)(صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتساباً من الإيمان)
وفي صحيح البخاري أيضاً: بَاب من صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَنِيَّةً، وَقَالَتْ عَائِشَةُ، رضي الله عنها، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، (يُبْعَثُونَ على نِيَّاتِهِم).(صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً ونية)
وربط جزاء اتباع الجنائز والصلاة على الأموات بالاحتساب أيضاً، فعن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قال: (من اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وكان معه حتى يُصلى عليها، وَيَفْرُغَ من دَفْنِهَا، فَإِنَّه يَرْجِعُ من الْأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ؛ كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صلى عليها، ثُمَّ رَجَعَ قبل أَنْ تُدْفَنَ، فإنه يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ)(صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب اتباع الجنائز من الإيمان)
والأدلة على اشتراط الاحتساب للمثوبة على العبادات وصالح الأعمال والأقوال كثيرة، وتتعلق بموضوعات مختلفة، منها الهجرة، والجهاد، والإنفاق، وعموم الشعائر، والعبادات، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، وإصلاح ذات البين. يقول ابن حجر: وقد عرف من القواعد الشرعية أن الثواب لا يترتب إلا على النية، فلا بد من قيد الاحتساب.(فتح الباري: 3/119)

أهمية حديث: (إنما الأعمال بالنية)
الحديث الشريف المثبت نصه أعلاه مشهور عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي يدور عليها مدار الدين، ولأهمية هذا الحديث افتتح به الإمام البخاري صحيحه، يقول الإمام النووي: أجمع المسلمون على عظم موقع هذا الحديث، وكثرة فوائده وصحته، قال الشافعي وآخرون: هو ثلث الإسلام، وقال الشافعي: يدخل في سبعين باباً من الفقه، وقال آخرون: هو ربع الإسلام، وقال عبد الرحمن بن مهدي وغيره: ينبغي لمن صنف كتاباً أن يبدأ فيه بهذا الحديث، تنبيهاً للطالب على تصحيح النية، ونقل الخطابي هذا عن الأئمة مطلقاً، وقد فعل ذلك البخاري وغيره فابتدؤا به قبل كل شيء، وذكره البخاري في سبعة مواضع من كتابه.
قال الحفاظ: ولم يصح هذا الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، إلا من رواية عمر بن الخطاب، ولا عن عمر إلا من رواية علقمة بن وقاص، ولا عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم التيمي، ولا عن محمد إلا من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، وعن يحيى انتشر، فرواه عنه أكثر من مائتي إنسان، أكثرهم أئمة، ولهذا قال الأئمة: ليس متواتراً، وان كان مشهوراً عند الخاصة والعامة؛ لأنه فقد شرط التواتر في أوله، وفيه طرفة من طرف الإسناد، فإنه رواه ثلاثة تابعيون بعضهم عن بعض، يحيى ومحمد وعلقمة.(صحيح مسلم بشرح النووي: 13/53-55)
ويروى عن ابن مهدي الحافظ قوله: لو صنفت كتاباً لبدأت في كل باب منه بهذا الحديث.(عمدة القاري:1/22)
فهذه توطئة مجملة عسى أن ييسر الله متابعتها بمزيد من التفصيل والوقفات عند ضرب المثل للإخلاص بالهجرة، حسب المروي عن نبينا محمد، عليه الصلاة والسلام، وعلى آله الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
30 ذو الحجة 1443هـ

تاريخ النشر 2022-07-29
 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس