.::::: أخبار :::::.

المفتي العام : أوقفوا الحرب المجنونة على غزة

تاريخ النشر 2023-11-05

القدس: في ظل الدعوات المتزايدة من وزراء ورجال دين صهاينة لإبادة قطاع غزة، ومحوه من الوجود بإلقاء قنبلة ذرية عليه كما جاء على لسان الوزير الصهيوني المتطرف عميحاي إلياهو، صدر عن سماحة الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ خطيب المسجد الأقصى المبارك، البيان الآتي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛
يتابع العالم بأسره حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، حيث تدمير مساكن المدنيين العزل، والاستهتار بأرواح البشر، وإننا إذ نحسب الذين قضوا في هذه الجرائم النكراء شهداء عند الله، فإننا ندين الاستهداف اللاإنساني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية لقطاع غزة المحاصر، الذي تسبب في استشهاد عدد كبير من المدنيين الأبرياء، جلهم من الأطفال والنساء، وإصابة أعداد هائلة، ونتقدم بالعزاء الحار لذويهم، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، والسلامة لأهلنا في غزة هاشم جميعاً، وندعو الله سبحانه أن يتقبل شهداءنا عنده، وأن يجعل مثواهم الفردوس الأعلى في عليين.
إن هذا العدوان الغاشم الذي لم يسلم منه البشر ولا الحجر، ولا المساجد ولا الكنائس التي هدم عدد منها، حتى المشافي لم تسلم من عدوانهم البربري، الذي يعبر عن عنصرية الاحتلال وغطرسته، إنها جريمة كبيرة تضاف إلى سجل جرائم قوات الاحتلال المعادية للقيم الدينية والإنسانية، وتأتي ضمن مسلسل القمع والإجرام الذي تقوم به سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني والإنسانية جمعاء، مما يعري الوجه الحقيقي للمحتل، المتمادي في الغطرسة والاستخفاف بالدماء الفلسطينية، غير آبه بالقوانين والأعراف الدولية ولا القيم الإنسانية، كل هذا يأتي في سياق محاولات يائسة لتهجير أهل هذه الأرض منها، ولكن أبناء هذا الشعب العظيم يتجذرون في حبها هناك في غزة وفي الضفة الغربية وفي سائر الأرض الفلسطينية، يرفضون الخروج إلى أي أرض أخرى، ويقولون: نحن أبناء هذه الأرض، ولن نتركها، ولن نتخلى عنها، فهذه أرضنا، وهذه بلادنا، وهذا وطننا الذي لا نرضى عنه بديلاً، فلم ولن نكرر هجرتنا الأولى عام 1948، نعم سنبقى جميعاً في هذه الأرض المباركة في غزة العزة، وفي القدس قلب فلسطين النابض، وفي كل شبر وبقعة من هذه الديار المباركة، مهما كلف ذلك من ثمن.
وفي الوقت الذي ندين فيه هذا العدوان الفاشي، فإننا نستنكر تصريحات وزير التراث الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو التي قال فيها: إن أحد الخيارات هو إلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة، لنطالب أبناء جلدتنا وديننا من أبناء الأمتين العربية والإسلامية النهوض بواجبهم، وأن يؤدوا ما عليهم لله ورسوله وجماعة المسلمين، ونقول: أما آن لهم حكاماً ومحكومين، دولاً وحكومات وشعوباً أن يأخذوا مكانهم الواجب في نصرة إخوانهم أبناء فلسطين؟! مهيبين بأحرار العالم أجمع ومجلس الأمن والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف العدوان على أبناء غزة الأبرياء، الذين يتعرضون لأبشع جرائم الحرب، والحصار على مرأى من العالم ومسمعه، والعمل على ثني سلطات الاحتلال الإسرائيلي عما تخطط له من إبادة لأبناء الشعب الفلسطيني وتهجير من بقي منهم، والوقوف الجاد في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تمارس القتل والدمار والخراب، ووضع حد لهذه التصرفات غير المسؤولة، وإنهاء حرب الإبادة هذه التي تجري بحق أهلنا في غزة هاشم، واتخاذ القرارات العملية لدرء الموت المحقق الذي يطوف فوق رؤوس المدنيين العزل، إلا من إيمانهم بالله الواحد القهار.
وصدق الله العظيم:
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} (إبراهيم:42)




 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس