القدس: دعا مجلس الإفتاء الأعلى إلى وحدة الصف ووأد الفتنة في مهدها، ونبذ الفرقة والاختلاف والتحلي بالروح الوحدوية المسؤولة، وبخاصة في المسجد الأقصى المبارك وأكنافه، وحثّ على تجاوز أي انحراف يهدف إلى النيل من سكينة المسجد الأقصى المبارك وقدسيته، بإثارة الشغب في محرابه والاعتداء الآثم الذي طال سماحة الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، المعروف للقاصي والداني، كقامة مقدسية ووطنية ودينية كبيرة وجامعة، ونموذجاً للوحدة والتسامح والشجاعة، كرّس حياته في خدمة المسجد الأقصى، وشارك أبناء شعبه فعاليات الدفاع عن القدس والمقدسات، وكان دوماً مدافعاً عن حقوق شعبنا ومحاولات تهجيره من حي الشيخ جراح والخان الأحمر وغيرهما.
وكان يتقدم الصفوف على مدار عشرات السنين مرابطاً ومصلياً ومدافعاً صلباً عن حرمة المسجد الأقصى المبارك، وما جرى يوم الجمعة كان عملاً مشيناً، يهدف إلى إثارة الفتنة والفرقة بين المصلين، ويعطي ذريعة لسلطات الاحتلال للتدخل في شؤون المسجد الأقصى المبارك، ويحقق لها أهدافها الخبيثة.
وقد تزامن هذا الاعتداء الآثم مع تصعيد الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، والتي لن تنشئ حقاً لليهود فيه، مبيناً أن تلك الاقتحامات ما هي إلا مشاريع استعمارية تهويدية مفروضة بقوة الاحتلال وجبروته، وتمثل امتدادًا للحرب الشاملة التي تشنها سلطات الاحتلال على القدس المحتلة بأرضها ومواطنيها ومقدساتها، وتهدف إلى استكمال عمليات فصل القدس عن محيطها الفلسطيني وتهويدها وتهجير سكانها بشكل قسري، وتكريس تقسيم المسجد الأقصى المبارك، محذراً من التعايش مع هكذا وضع كأمر مألوف وعادي لا يستدعي التوقف أمام تداعياته الخطيرة.
من جانب آخر؛ دعا المجلس أبناء شعبنا إلى رصّ الصفوف، وتمتين وحدته الوطنية، وتعزيز وحدة نضاله، التي تجلت بأبهى صورها في المواجهة الشاملة على امتداد الأراضي الفلسطينية في القدس والضفة وغزة وأراضي عام 1948، وقدم خلالها شعبنا آلاف الشهداء والجرحى، داعياً إلى فضح كيان الاحتلال ومسؤوليه لما يقترفونه ضد الآمنين في منازلهم في حي الشيخ جراح، وبطن الهوى في سلوان، وغيرهما من الأحياء المقدسية، ومقدماً خالص تعازيه إلى أسر الشهداء الذين تشرفوا بالانضمام إلى كوكبة الشهداء المنيرة في سماء فلسطين، سائلاً الله العلي القدير أن يسكنهم الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى الذين أصيبوا جراء هذا العدوان.
وعلى صعيد آخر حذر المجلس من التهديدات التي تدعو إلى هدم المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني سوف يبقى الدرع الحامي للمسجد الأقصى المبارك مهما بلغت التضحيات.
من جانب آخر، دعا المجلس إلى مواصلة دعم أهلنا في حي الشيخ جراح بالقدس، والتضامن معهم ودعم صمودهم وأبناء الشعب الفلسطيني جميعهم حيث وُجدوا.
وفيما يتعلق بالأسرى البواسل، حمَّل المجلس سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، الذين يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والقمع والاعتداء على أرواحهم وحرياتهم، بما يتعارض مع الشرائع السماويــــــة والقوانين الدوليـــة، مشيراً إلى مواصــلة ســــلطات الاحتلال لسياساتها الإجرامية تجاههم، بما في ذلك الإهمال الطبي المتعمد وارتكاب الأخطاء الطبية، دليل على خطورة الأوضاع في سجون الاحتلال والمعتقلات الإسرائيلية.
جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس(195)، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.
|