.::::: أخبار :::::.

مجلس الإفتاء الأعلى: عدوان يستهدف الوجود الفلسطيني

تاريخ النشر 2024-10-31

القدس: في ظل استمرار العدوان الغاشم وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية، والاستهتار بأرواح البشر، والتدمير المهوللمساكن المدنيين العزل، والاستهداف اللاإنساني لقطاع غزة المحاصر، الذي تسبب في استشهاد عدد كبير من المدنيين الأبرياء، جلهم من الأطفال والنساء، وإصابة أعداد هائلة، أكد المجلس على قبح العدوان الغاشم الذي لم يسلم منه البشر ولا الحجر، ولا المساجد ولا الكنائس، حتى المشافي ووكالة الغوث(الأونروا) والمؤسسات الدولية لم تسلم من عدوانهم البربري، وهو جريمة كبيرة تضاف إلى جرائم قوات الاحتلال المعادية للقيم الدينية والإنسانية، ضمن مسلسل مبرمج للقمع والإجرام، مما يعري الوجه الحقيقي للمحتل، المتمادي في الغطرسة والاستخفاف بالدماء الفلسطينية، غير آبه بالقوانين والأعراف الدولية ولا القيم الإنسانية، وكل هذا يأتي في سياق تعمد الاحتلال تدمير كل شيء في الأراضي المحتلة لإعدام الحياة فيها، فيمحاولات يائسة لتهجير أصحاب هذه الأرض المرابطين فيها، ويرفضون الخروج منها إلى أي أرض أخرى.
وفي هذا السياق؛أدان المجلس العدوان الإسرائيلي الهمجي المتمادي على لبنان، مؤكداًعلى التضامن الكامل مع الشعب اللبناني في ظل هذا العدوان الخطير، الذي تسببباستشهاد مئات المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ومسعفين، وإصابة الآلاف منهم بجروح بالغة، ونزوح الآلاف نتيجة تدمير مساكنهم، وتحويل مدن وقرى بأكملها إلى أنقاض، واصفاً ما يحدث في قطاع غزة ولبنانبجرائم ضد الإنسانية، وتمثل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والمعاهدات الدولية وخرقاً للقوانين الدولية الإنسانية وحقوق الإنسان.
وفي ذات السياق، أدان المجلس الاقتحامات المكثفة للمسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال، بمناسبة الأعياد اليهودية، والذين قاموا بأداء طقوس تلمودية، وتقديم القرابين، والنفخ في البوق، وأداء ما يسمى بالسجود الملحمي بشكل جماعي، وارتداء بعضهم ملابس كهنة "المعبد" وغيرها، مبيناًأن سلطات الاحتلال لا تكتفي بالسماح لقطعان مستوطنيها باقتحام المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من أفراد شرطتها وقواتها الخاصة، بل تزيد من عدوانها بإمعانها في التضييق على رواد المسجد الأقصى المبارك، وعلى رواد المسجد الإبراهيمي في الخليل، الذي أغلقته، ومنعت رفع الأذان أياماً عديدة، وأغلقت الحواجز ووضعت العراقيل حوله لمنع الوصول إليه وإعماره بحجة الأعياد اليهودية، مبيناً أن هذا العدوان والجريمة النكراء أدت إلى حرمان المصلين المسلمين من أداء شعائرهم الدينية، ورفع الأذان، وذكر الله، وإقامة الصلاة في هذين المسجدين، مقابل تركهما مستباحين أمام المستوطنين لأداء طقوسهم الدينية.
وأكد المجلس على أن المسجد الأقصى المبارك - بأسواره وأبنيته، وأفنيته، وقبابه، وأروقته، ومصاطبه، وأسفله وأعلاه - وكذلك المسجد الإبراهيمي هما وقف إسلامي إلى قيام الساعة، وهما حق خالص للمسلمين، لا يشاركهم فيهما أحد، ولا يخضعان لأي قوانين معادية أو قرارات احتلالية، محذراً من أنعواقب هذه الاعتداءات حال استمرارهاستشعل فتيل الحرب الدينية في العالم كله، ودعا المجلس أبناء شعبنا إلى إعمار المسجدين، وإحباط العمل على إفراغهما، لإفشال مخططتهويدهما.
واستنكر المجلس اعتداء المستوطنين على قاطفي الزيتون وإجبارهم على إخلاء أراضيهم بقوة السلاح، وسرقة محصول الزيتون في القرى والمدن الفلسطينية، فيما تواصل جرافات الاحتلال تجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين في بلدات عدة منها عزون شرق قلقيلية، وهدم مساكن المواطنين العزل في مسافر يطا، والاعتداء على طلبة مدرسة عرب الكعابنة في أريحا، إضافة إلى عمليات الهدم التي تجري على قدم وساق في محافظات الوطن كافة، بحجج واهية، وبين المجلس أن سلطات الاحتلال تتحايل لنهب الأراضي لصالح المستوطنات الإسرائيلية، ضمن سياسة ممنهجة لتهجير أصحاب الأراضي والسيطرة عليها، منتهكة بذلك القانون الدولي.
وإذ يترحم المجلس على شهدائنا الأبرار، ويدعو الله الشفاء العاجل للجرحى، ليحيي الصمود الأسطوري لأسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وأدان بشدة ما يتعرضون له من تنكيل وحشي، مشيراً إلى أن ما يتعرض له أسرانا البواسل في معتقلات الاحتلال، يأتي في سياق الحرب الشاملة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، ومؤكداً على أن الجرائم الإسرائيلية ضد الأسرى لن تفلح في كسر صمودهم، وهم الذين دفعوا حريتهم ثمناً لكرامة وطنهم وشعبهم، محملاً إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى كافة، الذين يُجهل مصيرهم في غياهب سجون الاحتلال، مؤكداً على أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بأطيافه كافة يتطلعون لإطلاق سراح الأسرى الذين ضحوا بحرياتهم من أجل كرامة الشعب الفلسطيني ومقدساته من ظلام سجون الاحتلال، وأن قضيتهم تأتي على رأس أولويات العمل الوطني المخلص، داعياً الدول العربية والإسلامية والصديقة والمنظمات والهيئات العالمية والإنسانية إلى مساندة قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والضغط على حكومة الاحتلال لإطلاق سراحهم جميعاً.
جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس (222)، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.




 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس