القدس: دعا مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين إلى موقف عربي إسلامي حازم للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، خاصة في ظل الاقتحامات والانتهاكات المتواصلة للمستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، وبيّن المجلس أن المسجد الأقصى المبارك يتعرض في الآونة الأخيرة لسلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، في الوقت الذي تعتدي فيه على المصلين، بهدف تفريغ المسجد من رواده، ليتسنى للمقتحمين التجول في أرجائه، وتأدية طقوسهم التلمودية العنصرية في باحاته بحرية، مشدداً على رفض هذه الانتهاكات المدبرة والمخطط لها من سلطات الاحتلال وشرطتها، ومؤكداً على أن المسجد الأقصى المبارك، كان وما زال وسيبقى إسلامياً، رغم أنوف المحتلين، وكذلك أدان المجلس إغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين بحجة الأعياد اليهودية، حيث بيّن المجلس أن المسجدين الأقصى المبارك والإبراهيمي يتعرضان لأخطر عمليات التهويد والسيطرة عليهما، مبيناً أن الأديان السماوية تحرم المس بالأماكن المقدسة المخصصة للعبادة، وتؤكد على حرمتها، غير أن سلطات الاحتلال تتنكر لذلك، وشدد على ضرورة التوقف عن منع مساجد الله من أن يذكر اسم الله فيها والسعي في خرابها وتدنيسها، محذراً من خطورة هذه الممارسات، التي قد تجر المنطقة برمتها إلى حرب دينية، سوف تلحق الضرر في العالم أجمع، وليس في فلسطين وحدها، وبين أن هذه الانتهاكات والاعتداءات تأتي في ظل صمت دولي معيب ومخجل، ينذر بتصعيد خطير، مناشداً العالم أجمع بضرورة التدخل لوقف هذه التجاوزات، وإنهاء تصعيد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل الجهود كافة لإنهاء هذا الصراع، قبل فوات الأوان، مشيداً بأبناء الشعب الفلسطيني الصامد الثابت المرابط، الذي يتصدى لهذه التجاوزات العنصرية التي تقودها حكومات عنصرية فاشية كاذبة.
كما ندد المجلس باستمرار مسلسل استباحة الدم الفلسطيني، وتصاعد العدوان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية؛ حيث إزهاق الأرواح، وانتهاكات المدن والمقدسات اليومية، في إطار خطة عدوانية متصاعدة على المدن والمقدسات الفلسطينية، منتهكة بذلك الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فما زالت سلطات الاحتلال تعدم الفلسطينيين بدم بارد، وكان آخر جرائمها إعدام المدنيين في جنين وغزة ومخيم عقبة جبر، منطلقة من عنجهية الاحتلال الإسرائيلي ووحشيته، مشيراً إلى أن وتيرة الإعدامات الميدانية بلغت حداً فظيعاً من البشاعة والإجرام والاستهتار بالأرواح، مقدماً أصدق تعازيه إلى ذوي الشهداء الذين ارتقوا إلى العلا في مختلف أنحاء الوطن، الذي يفخر بأبنائه الذين يقدمون الغالي والنفيس فداء لوطنهم ومقدساتهم وكرامتهم وحريتهم، فانضموا إلى كوكبة الأقمار المنيرة في سماء فلسطين.
وفيما يتعلق بالأسرى البواسل؛ طالب المجلس سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج العاجل عن الأسرى المرضى الذين يواجهون الإهمال الطبي المتعمد، داعياً إلى وضع حد لسياسة ســــلطات الاحتلال الإجرامية ضد الأسرى، بما في ذلك الإهمال الطبي المتعمد، منوهاً إلى أن الأسرى يعيشون هذه الأيام ظروفاً صعبة وقاسية للغاية، داعياً أحرار العالم إلى ضرورة الوقوف الدائم إلى جانبهم، من أجل إيصال رسائلهم ومساندة حقهم في الحرية والعدالة والكرامة، ومحاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها واعتداءاتها على حقوق الشعب الفلسطيني وأسراه ومسراه وممتلكاته.
كما قدّم المجلس أحر التعازي للشعبين المغربي والليبي إثر الزلزال والإعصار اللذين ضربا المملكة المغربية وليبيا الشقيقتين، سائلاً الله عز وجل أن يتقبل موتاهم وشهداءهم في عليين.
جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس (221)، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.
|