رقم الفتوى / 860  
نوع الفتوى / رمضانيات
  حكم صلاة العيد
السؤال /
ما حكم من لم يصلِّ صلاة العيد بسبب عمله في الليل؟  
الجواب /

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصّه أعلاه؛ فقد اختلف العلماء في حكم صلاة العيدين، فذهب المالكية والشافعية إلى أنها سنة مؤكدة [جواهر الإكليل شرح مختصر خليل 1: 101، والمجموع للنووي 5: 3]، واستدلوا بما روي عن طَلْحَةَ بْن عُبَيْدِ اللَّهِ، رضي الله عنه، أنه قال: « جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلاَ يُفْقَهُ مَا يَقُولُ، حَتَّى دَنَا، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لاَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ ...» [ صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب الزكاة من الإسلام].
وذهب الحنفية إلى أنها واجبة [ بدائع الصنائع 1: 274- 275]، واستدلوا بقوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [ الكوثر: 2]، وذهب الحنابلة إلى أنها فرض كفاية [المغني لابن قدامة 2: 304].
ونميل إلى ترجيح القول بأنها سنة مؤكدة.
وعليه؛ فصلاة العيدين سنة مؤكدة، ولا حرج على من فاتته صلاة العيد، مع التأكيد على أنّ أداءها مستحب وسنة مؤكدة، ولم يتركها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، والله تعالى أعلم.
 

المفتي / الشيخ محمد أحمد حسين 
 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس