.:: الرسول الأسوة صلى الله عليه وسلم ::.

أمره الله بتخيير نسائه بين الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله والدار الآخرة - الحلقة الثالثة

==========================================================

يخاطب الله رسوله محمداً، صلى الله عليه وسلم، في فاتحة سورة التحريم، قائلاً:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (التحريم:1-2)
تم في الحلقة السابقة استخلاص بعض الدروس والعبر والعظات المستنبطة من واقعة تخيير نساء النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، بين الدنيا وزينتها، وبين الله ورسوله والدار الآخرة، التي منها ضرورة الرفق في التربية، حتى تؤتي أكلها، إلى جانب الحاجة إلى حسم المواقف عند الجد واتخاذ القرارات، وبخاصة المتعلقة بالمصير، مع ضرورة توطيد القلوب والأنفس على الإيمان بأن الباقيات الصالحات خير وأبقى من الحياة الدنيا وزينتها، مما يساعد في جلاء المواقف وسلامتها، وبخاصة عند الابتلاء بالمغريات، أو الفتن يسيرها وشديدها.
ونواصل هنا استنباط مزيد من العبر والعظات من خلال التأمل بهذه الواقعة التي أثبتها القرآن الكريم في سورة الأحزاب.
تحريم يأخذ حكم اليمين
النبي، صلى الله عليه وسلم، في ظرف ما اعتزل نساءه، قبل أن يتلقى الأمر الرباني بتخييرهن بين الدنيا وزينتها، وبين الله ورسوله والدار الآخرة، وأشير لتسبب بعضهن باتخاذ هذا الإجراء الأسري، فعَنْ عَائِشَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَمْكُثُ عِنْدَهَا، فَوَاطَيْتُ(1) أَنَا وَحَفْصَةُ عَلَى أَيَّتُنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ: أَكَلْتَ مَغَافِير(2)؟ إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، قَالَ: لاَ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَلَنْ أَعُودَ لَهُ، وَقَدْ حَلَفْتُ(3)، لاَ تُخْبِرِي بِذَلِكَ أَحَدًا)(صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، سورة التحريم، باب {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1])
ووردت روايات أخرى تخبر عن أسباب مختلفة لهذا الحدث.
ونزلت سورة التحريم تعقب في صدرها على هذا التحريم، وتبين المخرج الشرعي منه، وأشارت إلى حادثة إفشاء بعض نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، سراً له، وفي الآيتين الأولى والثانية منها المثبت نصاهما أعلاه، خاطب الله، رسوله، صلى الله عليه وسلم، بشأن التحريم الذي قطعه، وما حرمه على نفسه في أصله مباح له، وإنما حرمه إرضاء لبعض أزواجه، وقد تجاوز الله له عن هذا الالتزام، وأباح له الرجوع عما حرم، ومعنى {تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} تحليلها بالكفارة، وتحلة أصلها: تحللة، على وزن تفعلة، فأدغمت، وتفعلة من مصادر التفعيل، كالتوضية والتسمية، قال مقاتل: قد بين الله كفارة إيمانكم في أمر الله نبيه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن يكفر يمينه، ويراجع وليدته، قال الزجاج: وليس لأحد أن يحرم ما أحل الله.(التفسير الوسيط للواحدي:4 /318)
ومعنى قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ} أي: بيَّنَ وأثْبَتَ، فقال قوم من أهل العلم: هذه إشارَةٌ إلى تَكْفِيرِ التَّحْرِيمِ، وقال آخرونَ هي: إشارَةٌ إلى تكفيرِ اليمينِ المُقْتَرِنَةِ بالتحريمِ، وأحالَ في هذه الآيةِ على الآيةِ من سورة المائدة التي فسَّر فِيها الإطْعَامَ في كفارةِ اليمينِ باللَّهِ تَعَالى، والمَوْلَى المُوَالِي النَّاصِرُ.(تفسير الثعالبي= الجواهر الحسان في تفسير القرآن:5/451)
فالتحريم بهذا الوصف يأخذ حكم اليمين، الذي تجب الكفارة عند الحنث بها، استناداً إلى قوله عز وجل: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(المائدة:89) وألحق تحريم الرجال لأزواجهم عليهم، بحكم الحنث باليمين، من حيث وجوب الكفارة، فعن ابْن عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا»، وَقَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ...}[الأحزاب: 21](صحيح مسلم، كتاب الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته، ولم ينو الطلاق)
قصة إفشاء سر النبي صلى الله عليه وسلم
بعد الإشارة في مقدمة سورة التحريم، إلى حادثة تحريم النبي، صلى الله عليه وسلم، ما أحل الله له ابتغاء مرضاة أزواجه، وتشريع تحلة اليمين بالكفارة، تطرقت الآية الثالثة من سورة التحريم إلى حادثة إفشاء بعض أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، سراً أمرها بكتمه، فقال عز وجل: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}(التحريم:3)
ومعنى قوله تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ} أي أخفى النبي، صلى الله عليه وسلم، إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ {حَدِيثاً} يعني: كلاماً. {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} يعني: أخبرت بذلك الخبر حفصة عائشة، {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ} يعني: أظهر الله قولها لرسوله، صلّى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، حفصة، فأخبرها ببعض ما أخبرت عائشة، ولم يخبرها عن الجميع، فذلك قوله: {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} يعني: سكت عن بعض، ومن هذا قيل: إن الكريم لا يبالغ في العتاب.(تفسير السمرقندي = بحر العلوم:3/467)
وقوله: {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ} أي: أخبر حفصة بإفشائها السر، {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا} من أخبرك بأني أفشيت سرك؟ قال: {نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}.(التفسير الوسيط للواحدي:4/318)
وعد ووعيد
الآية الثالثة من سورة التحريم وجه الله الخطاب فيها لامرأتي النبي، صلى الله عليه وسلم، اللتين تشاركتا في إفشاء السر المشار إليه في تلك الحادثة، فقال جل شأنه: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ* عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً} (التحريم:4-5)
وقد سأل ابن عباس عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم، عن هاتين المرأتين، فقال: (يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ المَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، لَهُمَا: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؟ فَقَالَ: وَاعَجَبِي لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.(صحيح البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب الغرفة والعلية المشرفة وغير المشرفة في السطوح وغيرها)
والمراد بقوله تعالى: {إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ} أَيْ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْإِيذَاءِ، يُخَاطِبُ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما} أَيْ زَاغَتْ وَمَالَتْ عَنِ الْحَقِّ، وَاسْتَوْجَبْتُمَا التَّوْبَةَ. قَالَ ابْنُ زيد: مالت قلوبكما بِأَنْ سَرَّهُمَا مَا كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(تفسير البغوي- إحياء التراث: 5/119)
يبين ابن عاشور، أن في قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ} الْتِفَاتٌ مِنْ ذِكْرِ الْقِصَّتَيْنِ إِلَى مَوْعِظَةِ مَنْ تَعَلَّقَتْ بِهِمَا، فَهُوَ اسْتِئْنَافُ خِطَابٍ وَجَّهَهُ اللَّهُ إِلَى حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ؛ لِأَنَّ إنباء النبي، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِعِلْمِهِ بِمَا أَفْشَتْهُ، الْقَصْدُ مِنْهُ الْمَوْعِظَةُ وَالتَّحْذِيرُ وَالْإِرْشَادُ إِلَى رَأْبِ مَا انْثَلَمَ مِنْ وَاجِبِهَا نَحْوَ زَوْجِهَا، وَإِذْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ إِثْمًا لِأَنَّهَ إِضَاعَةٌ لِحُقُوقِ الزَّوْجِ، وَخَاصَّةٌ بِإِفْشَاءِ سِرِّهِ، ذَكَّرَهَا بِوَاجِبِ التَّوْبَةِ مِنْهُ.
وخطاب التّثنية عَائِدَ إِلَى الْمُنَبِّئَةِ وَالْمُنَبَّأَةِ؛ فَأَمَّا الْمُنَبِّئَةُ فَمَعَادُهَا مَذْكُورٌ فِي الْكَلَامِ، بِقَوْلِهِ: {إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ} وَأَمَّا الْمُنَبَّأَةُ فَمَعَادُهَا ضِمْنِيٌّ؛ لِأَنَّ فعل {نَبَّأَتْ} يَقْتَضِيهِ، فَأَمَّا الْمُنَبِّئَةُ فَأَمْرُهَا بِالتَّوْبَةِ ظَاهِرٌ. وَأَمَّا الْمُذَاعُ إِلَيْهَا فَلِأَنَّهَا شَرِيكَةٌ لَهَا فِي تَلَقِّي الْخَبَرِ السِّرِّ، وَلِأَنَّ الْمُذِيعَةَ مَا أَذَاعَتْ بِهِ إِلَيْهَا إِلَّا لِعِلْمِهَا بِأَنَّهَا تَرْغَبُ فِي تَطَلُّعٍ مِثْلِ ذَلِكَ، فَهَاتَانِ مَوْعِظَتَانِ لِمُذِيعِ السِّرِّ وَمُشَارَكَةِ الْمُذَاعِ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ، وَكَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَنْهَاهَا عَنْ ذَلِكَ، أَوْ أَنْ تُخْبِرَ زَوْجَهَا بِمَا أَذَاعَتْهُ عَنْهُ امرأته التي أودعها سره.
{وصَغَتْ}: مَالَتْ، أَيْ مَالَتْ إِلَى الْخَيْرِ وَحَقِّ الْمُعَاشَرَةِ مَعَ الزَّوْجِ، وَمِنْهُ سُمِّيَ سَمَاعُ الْكَلَامِ إِصْغَاءً؛ لِأَنَّ الْمُسْتَمِعُ يَمِيلُ سَمْعُهُ إِلَى مَنْ يُكَلِّمُهُ، وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ فِيمَا فَعَلَتَاهُ انْحِرَافًا عَنْ أَدَبِ الْمُعَاشَرَةِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وَأَنْ عَلَيْهِمَا أَنْ تَتُوبَا مِمَّا صَنَعَتَاهُ؛ لِيَقَعَ بِذَلِكَ صَلَاحُ مَا فَسَدَ مِنْ قُلُوبِهِمَا.
وَالتَّوْبَةُ: النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ، وَالْعَزْمُ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدَةِ إِلَيْهِ.(التحرير والتنوير:28/356)
ومعنى قوله تعالى: {وإن تظاهرا عليه} أي تتعاونا على أذى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} وليُّه وحافظه، فلا يضرُّه تظاهُرُكُما عليه.(الوجيز للواحدي:1/1112)
وفي المراد بصالح المؤمنين ستة أقوال: منها أنهما أبو بكر وعمر، ومنها أنهم خيار المؤمنين، وقيل إنهم الأنبياء. وقوله عزّ وجلّ: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ} أي: ظهراً، وهذا مما لفظه لفظ الواحد، ومعناه الجمع. (زاد المسير في علم التفسير:4 /304) والظهر هو السند والعون.
فهذه وقفة تأملية أخرى عند مزيد من الدروس والعبر والعظات المستنبطة من التداعيات والأبعاد ذات الصلة بحادثة تخيير النبي، صلى الله عليه وسلم، نساءه، بين الدنيا وزينتها، وبين الله ورسوله والدار الآخرة، التي نزلت بشأنها وبالتعقيب عليها آيات قرآنية نتعبد إلى الله بتلاوتها، ونستقي منها التوجيه والدروس والعبر، التي منها أن التحريم يأخذ حكم اليمين، والاتعاظ من عاقبة قصة إفشاء سر النبي، صلى الله عليه وسلم، ووعد التائبين عن المحظورات المرتكبة من قبلهم بالتوبة والعفو والمغفرة، ووعيد الذين لم تردعهم المواعظ عن غيهم وآثامهم وذنوبهم، بالعقاب وسوء العاقبة، فالله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو على كل شيء قدير.
سائلين الله العلي القدير أن ييسر ختم دروس هذا الحدث الجلل، المتعلق بتخيير نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، بين الدنيا وزينتها، وبين الله ورسوله والدار الآخرة، حسب الأمر الإلهي الذي تلقاه النبي محمد، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آل بيته الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الهوامش:
(1) (فواطيت) اتفقت، وأصله (فواطأت) وهو كذلك في بعض النسخ، وفي بعض النسخ (فتواطأت).
(2)(مغافير) جمع مغفور، وهو صمغ حلو له رائحة كريهة، ينضجه شجر يسمى العرفط.
(3) (وقد حلفت) على أن لا أعود لشرب العسل عندها.(تعليق مصطفى البغا، 4628، 4/1865)
13 محرم 1446هـ

تاريخ النشر 2024-07-19
 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس