.::::: أخبار :::::.

المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية يفتي بتحريم التعاطي مع صفقة القرن ومروجيها الذين تطاردهم اللعنة إلى يوم الدين

تاريخ النشر 2020-02-11

القدس: في ظل الإعلان المنبوذ عن ما يسمى بصفقة القرن، وفي ظل ما يحاك لفلسطين ومنارتها القدس الشريف ودرتها المسجد الأقصى المبارك، من صفقات ومؤامرات، تهدف في مجملها إلى تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد، وتقطيع أوصال الفلسطينيين، أصدر الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، فتوى بتحريم التعاطي مع هذه الصفقة ومروجيها، الذين يطغون ويتجبرون في دنياهم بغير حق، مستنداً في ذلك إلى مسوغات عدة، من أبرزها:

أن صفقة القرن تسلب القدس من أصحابها الشرعيين، وتحرم المسلمين من ثالث مساجدهم، وأولى قبلتيهم، ومسرى نبيهم، صلى الله عليه وسلم، وتضيع حقوق اللاجئين، وتنزع الشرعية عن المطالبة بالحقوق المشروعة لشعب يقتلع من دياره قهراً وبغياً، فصفقة القرن تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية لتصبح أشلاء بلا قيمة، والشعب الفلسطيني الذي ضحى عشرات السنين، لينال حقه الطبيعي في الحياة، وتقرير المصير، جاءت هذه الصفقة وألغت حقه في الحياة على أرضه بكرامة، وفي المقابل؛ فإن هذه الصفقة تشد على يد الظالم المغتصب، وتؤازره، وتمنحه ظلماً وعدواناً معظم الأرض الفلسطينية المعطرة بدماء الشهداء الزكية، فهي صفقة جائرة متلبسة بالخطايا والآثام والجرائم، وهي تفرض من طرف واحد، وتتنافى مع أبسط درجات القيم النبيلة، مما يؤكد أن الذي يخطط لهذا العدوان الغاشم أو يسانده، أو يسكت عنه راضياً، يستحق لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، مصداقاً لقوله عز وجل: {... أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}(هود:18)، وهو القائل سبحانه:{أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}(آل عمران:87) ويقول جل في علاه:{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ* يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}(غافر:51-52).

وهذه الصفقة التي يرفضها كل حر وشريف في ديار الإسلام جميعاً، فإن الذي يتعاطى معها يخون المسجد الأقصى المبارك والقدس وفلسطين، ويعتبر خائناً لله ولرسوله، صلى الله عليه وسلم، ولجماعة المسلمين، والله تعالى يقول:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(الأنفال:27)، مطالباً العالم أجمع بالعمل الجاد لوقف العدوان على فلسطين وقدسها ومقدساتها وشعبها، ونصرتهم.

والله تعالى نهى عن مسايرة الظالمين، والسير في ركابهم وموالاتهم، فقال جل شأنه: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}(هود:113)، وأنبياء الله تبرؤوا من جنايات المجرمين، فهذا موسى، عليه السلام، يقطع على نفسه عهداً لله بأن لا يكون مناصراً ولا مؤازراً للمجرمين، كما في القرآن الكريم على لسانه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ}(القصص:17)، مما يستلزم تحريم التعاطي مع هذه الصفقة الجائرة، والمفعمة بالعوار والإجرام والعنصرية البغيضة والوقاحة الشديدة.
والله يقول الحق ويهدي إلى سواء السبيل




 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس