.::::: أخبار :::::.

مجلس الإفتاء الأعلى يدعو إلى وحدة الصف، ووأد الفتنة

تاريخ النشر 2024-12-26

القدس: عبر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين عن قلقه البالغ للأحداث المؤسفة التي أزهقت خلالها أرواح عدد من إخوتنا المواطنين وأبنائنا من الأجهزة الأمنية في جنين، مؤكداً على حرمة الدماء البريئة، وداعياً إلى حقنها، وضبط النفس، ورصّ الصفوف، وقال المجلس: إن شعبنا الفلسطيني يحتاج إلى موقف موحّد يعزز صموده، ويفشل خطط الاحتلال، خاصة في ظل حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة وكثير من بقاعنا الفلسطينية، والمخططات التهويدية في الضفة المحتلة، مطالباً مكونات المجتمع الفلسطيني جميعها بوضع حد للأحداث المؤسفة في جنين ومخيمها، ومعالجة الخلافات الداخلية بالحوار، والحرص على وحدة الموقف الفلسطيني، محذراً من الفتنة بين أبناء شعبنا الذي تستهدفه آلة القتل والدمار الإسرائيلية صباح مساء، ولا تفرق بين فصائله وأطيافه وصغاره وكباره، ورجاله ونسائه، مشيراً إلى أن الخاسر الأكبر من الاقتتال هو شعبنا وقضيته، والرابح الوحيد من نزاعنا وانشغالنا في الصراعات الداخلية هو الاحتلال الجاثم على أرضنا ورقابنا، كما ناشد الغيورين على دينهم ووطنهم ومصالح شعبهم من أبناء شعبنا المرابط أن يتقوا الله في دماء إخوانهم وحرماتهم، وأن لا يستبيحوها لتباين الآراء والمواقف، والرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول:" كلُّ المسلم على المسلم حرامٌ دمه وماله وعِرضُه".
من جانب آخر؛ أدان مجلس الإفتاء الأعلى جريمة إحراق مسجد "بر الوالدين" في قرية مردا شمال سلفيت، وخط شعارات عنصرية معادية للعرب على جدرانه، كما أدان المجلس استهداف سلطات الاحتلال مساجد مدينة القدس بالهدم وإخطارات الهدم، بذريعة البناء دون ترخيص، حيث كان مسجد الإسراء في بلدة سلوان المستهدف الجديد، ووصف المجلس هذا الاعتداء بالعنصري، ويأتي ترجمة لعملية التحريض الواسع الذي يمارسه أركان اليمين المتطرف ضد شعبنا ومقدساته وأرضه، ويهدد وجوده، محذراً من سياسة التهويد الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال تجاه الأماكن المقدسة لدى المسلمين، وإصرارها على المضي في غيها وعدوانها ضد المساجد والمقدسات الإسلامية بحجج واهية، وأن هذه الاعتداءات ليست الأولى من نوعها، وهي في تزايد مستمر، ووصلت إلى مراحل خطيرة جدّاً لا يمكن السكوت عنها.
وعلى الصعيد ذاته؛ حذر المجلس من الحملة المسعورة التي تقودها سلطات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة بشكل مخطط له، وشجب الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، والتي يقود كثيراً منها وزراء وسياسيون رسميون، ويتم خلالها انتهاك حرمة المسجد وتدنيسه، مبيناً أن ما تتعرض له مدينة القدس يهدف إلى تهويدها بالكامل، وتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً، وتغيير معالم المدينة العربية والإسلامية، مؤكداً أن إجراءات الاحتلال في القدس غير شرعية وباطلة، وتخالف القانون الدولي والاتفاقات وقرارات الأمم المتحدة التي تنص جميعها على أن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهي عاصمة دولة فلسطين الأبدية.
واستنكر المجلس استخفاف سلطات الاحتلال غير المسبوق بالمجتمع الدولي والقرارات الدولية التي تطالب بوقف حرب الإبادة على أبناء شعبنا في قطاع غزة، في ظل العجز الدولي والفشل الذريع في تنفيذ تلك القرارات، مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإجبار سلطات الاحتلال على وقف إبادتها وجرائمها التي ترتكبها بحق المدنيين في قطاع غزة على مرأى العالم وسمعه منذ أكثر من 447 يومًا، وتهدف إلى تحويل القطاع إلى أرض محروقة لا تصلح للحياة البشرية.
جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس (224)، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.




 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس